خبراء وعسكريون لـ"خبر": مليشيا الحوثي تحوّل المهاجرين الأفارقة إلى جيش سري على الحدود السعودية

كشفت مصادر عسكرية عن مخطط حوثي خطير تعمل عليه المليشيا منذ سنوات في إحدى مناطق محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة المدعومة من إيران والحدودية مع المملكة العربية السعودية، تحت غطاء إنساني يتمثل في توطين آلاف المهاجرين الأفارقة الذين تُسخّرهم لأغراض التهريب والأعمال العسكرية.

وأوضحت المصادر لوكالة خبر، أن معلومات مؤكدة تفيد بأن المليشيا وفّرت السكن والدعم لآلاف المهاجرين، معظمهم من الجنسيات الصومالية والإثيوبية، في منطقة "القهر" القريبة من الحدود السعودية، بعد أن خضعوا لدورات طائفية وعسكرية.

وتهدف الجماعة من خلال ذلك إلى استغلالهم في عمليات تهريب المخدرات والحشيش والقات وأنواع من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى داخل الأراضي السعودية، إلى جانب مهام استخباراتية وأعمال حفر خنادق وأنفاق على الحدود.

مصادر حقوقية أشارت إلى أن الوضع الإنساني الصعب لهؤلاء المهاجرين بعد رحلات الموت عبر البحر من بلدانهم، ثم وقوعهم تحت سيطرة مليشيا الحوثي في المناطق الحدودية الشمالية، جعلهم فريسة سهلة للاستغلال.

فاليمن – وفق المصادر – ليس سوى نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة نحو دول الخليج، لكن مليشيا الحوثي حوّلتها إلى مسرح لتجنيدهم وتنفيذ أجندتها الخاصة.

حملة عسكرية

وكانت شنّت مليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، حملة عسكرية في مديرية منبه بمحافظة صعدة بقيادة المشرف الأمني في المنطقة مشتاق السرايا، لطرد عمال ومواطنين يمنيين، إثر اشتباكات مع مهاجرين أفارقة يقيمون في المنطقة تحت حماية المليشيا.

وبحسب مصادر حقوقية ومحلية، اقتحمت المليشيا الحوثية منطقة "المجمع" وأحرقت خياماً ومطاعم وكافتيريات يستخدمها المواطنون، وأجبرتهم على المغادرة، فيما أبقت على المهاجرين الذين تستغلهم في التهريب والأعمال العسكرية قرب الحدود السعودية.

وفي سوق "القهر" نفّذت المليشيا حملة أخرى ضد المهاجرين بسبب خلافات على تقاسم عائدات تهريب القات والمخدرات، ما أسفر عن مقتل أحد أبرز المهربين الإثيوبيين.

وتشير المصادر إلى أن الحوثيين سمحوا منذ سنوات بتوطين مهاجرين أفارقة واستغلالهم في تهريب السلاح والمخدرات إلى داخل السعودية.

حركة "الشباب" والحوثيين

من جانبهم، أكد خبراء دوليون في حديثهم لوكالة خبر، أن العلاقة بين حركة "الشباب المؤمن" الصومالية ومليشيا الحوثي تسهم في عمليات استقطاب المهاجرين، حيث زرعت الحركة خلايا تابعة لها وسطهم لتجنيدهم وتحفيزهم على التعاون مع الحوثيين.

وتتولى هذه الخلايا، بحسب الخبراء، تنفيذ عمليات تهريب المخدرات والقات إلى داخل السعودية، بل وتهريب الأسلحة إلى عشائر وعائلات تزعم انتماءها إلى الهاشميين، في تمهيد طويل الأمد لتنفيذ عمليات عسكرية ضد المملكة، التي تتصدر قائمة الأهداف الإقليمية للمشروع الإيراني في المنطقة.

وأكد الخبراء أن المعلومات المتوافرة لديهم تشير إلى أن المهاجرين المكلّفين بهذه المهام يتولّون نقل الممنوعات عبر الحدود بالتنسيق بين عصابات تابعة لقيادات حوثية في سوق "القهر" اليمني وأخرى تعمل داخل الأراضي السعودية.

وأشارت مصادر حقوقية إلى أن خلايا حركة الشباب الصومالية تقوم بتهديد المهاجرين المكلّفين بالتهريب بتسليم أسمائهم إلى السلطات السعودية في حال حاولوا الهرب، مانحة إياهم حوافز مالية تصل إلى ألفي دولار لكل عملية لضمان استمرار تعاونهم.

حفر الخنادق والأنفاق

مصادر عسكرية أوضحت أن المليشيا لا تكتفي باستغلال المهاجرين اقتصادياً، بل توفّر لهم خياماً ومساعدات إنسانية حصلت عليها عبر ضغوط مارستها على منظمات أممية ودولية.

وأضافت أن نشاط هذه الجماعات، التي يُقدّر عددها بالآلاف، لا يقتصر على التهريب، بل يشمل أعمالاً عسكرية مثل حفر الخنادق والأنفاق، وربما المشاركة في القتال عند أي تصعيد بين الحوثيين والسعودية.

ويرى متخصصون اجتماعيون أن المكاسب الاقتصادية الضخمة التي تجنيها قيادات الحوثي من تهريب المخدرات والقات إلى السعودية ودول الخليج، تقترن بأهداف أمنية واستراتيجية أشد خطورة، إذ تُدار تلك الأنشطة بإشراف مباشر من خبراء في الحرس الثوري الإيراني، بهدف إضعاف النسيج الاجتماعي السعودي وتهديد أمنه واستقراره على المدى البعيد.

ويتفق مراقبون على أن تقصير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الهجرة الدولية، في التعامل مع ظاهرة تدفّق المهاجرين الأفارقة إلى اليمن، يفتح الباب أمام فوضى إقليمية متصاعدة، ويحوّل هؤلاء المهاجرين إلى أداة تهديد للأمن اليمني والخليجي، خصوصاً بعد أن وثّقت تقارير دولية مشاركة العشرات منهم في القتال إلى جانب الحوثيين وتهريب الأسلحة.