صنعاء.. ميليشيا الحوثي تهدد بفض اعتصام سائقي الشاحنات وملاك الكسارات بالقوة

تشهد مناطق شمالي العاصمة المختطفة صنعاء توتراً متصاعداً على خلفية اعتصام مفتوح ينفذه سائقو شاحنات نقل مادة "النيس" وملاك الكسارات، احتجاجاً على الجبايات التي تفرضها ميليشيا الحوثي عبر القيادي "محمد الجمل"، المتهم باحتكار تسعير وبيع مادة البناء الأساسية والتحكم الكامل بسوقها.

وأكدت مصادر محلية، أن ميليشيا الحوثي أقدمت على تطويق مخيم الاعتصام في منطقة الغراس التابعة لبني الحارث بأطقم مسلحة، ملوحة بفضه بالقوة بعد اتساع رقعته بمشاركة مواطنين من مديريات نهم وبني حشيش وبني الحارث، ممن تضرروا من ارتفاع أسعار مواد البناء.

ويواصل المحتجون إضرابهم المفتوح منذ أكثر من أسبوعين، متهمين القيادي الحوثي "محمد أحمد الجمل" بتنفيذ مشروع احتكاري لصالح نافذين في الجماعة، عبر شراء مادة "النيس" بسعرها القديم وبيعها بأسعار مرتفعة بعد فرض رسوم متعددة تحت مسميات مثل "الزكاة"، و"الركاز"، و"حق المجلس المحلي"، و"تحسين الطرق"، ما أدى إلى مضاعفة تكلفة الحمولة بنسبة تصل إلى 100%.

وأشار المحتجون إلى أن الجمل فرض نظاماً قسرياً يلزم سائقي الشاحنات بالحصول على تصاريح مرور من أحد مساعديه ويدعى "وليد العذري"، كما استحدثت الميليشيا نقاط تفتيش جديدة لمنع أي عملية نقل خارج المنظومة المفروضة.

وتسببت هذه الإجراءات في شلل شبه كامل لقطاع البناء في صنعاء، في مشهد يعيد إلى الأذهان انتفاضة سابقة شهدتها محافظة ذمار، حين أدى فساد الجمل ذاته إلى تمرد مسلح في مديرية عَنس احتجاجاً على نفس الممارسات.